الوسيط الفوتوغرافي في المملكة العربية السعودية
وقف محمد الزهراني في مارس 2013، أمام غرفة مليئة بالمستثمرين ورواد الأعمال. الزهراني، الذي كان يدير في ذلك الوقت وكالة إعلانية في جدة، كان يملك 60 ثانية ليقدم فكرته في مسابقة (Startup Weekend) للشركات الناشئة، والتي جرت في المدينة وقف محمد الزهراني في مارس 2013، أمام غرفة مليئة بالمستثمرين ورواد الأعمالة.
الحدث الذي استمر مدة 3 أيام هو امتداد لمنظمة مقرها سياتل-واشنطن، والتي تشجع ريادة المشاريع على الصعيد العالمي. يملك المشاركون فكرة معينة، ويجب عليهم أن يشكلوا فرقاً لتطويرها. في اليوم الـ3، يقومون بتقديمها إلى لجنة من الحكام والفائز يحصل على 80 ألف دولار.
فكرة الزهراني: موقع يساعد المصورين المستقلين على إيجاد العملاء. لقد كان يفكر في أخيه الصغير، والذي يعمل مصوراً، ولكنه كان يجد صعوبة في إيجاد وظيفة. كانت والدته قلقة. يقول الزهراني، البالغ من العمر 30 عاماً: “اقتربت والدتي مني، وقالت لي:” أبحث عن طريقة ما تمكنك من خلالها مساعدة أخيك في اهتماماته“.
لم يفز الزهراني في ذلك اليوم، ولكنه لم يستسلم. التقى حسين العطار، 26 عاماً، الذي كان يرأس شركة هندسة برمجيات عائلية. وأعاد الاتصال مع بسام السيف، مطور برامج يبلغ من العمر 26 عاماً كان قد دعاه لهذا الحدث. في أكتوبر 2013، أطلق الـ3 (صورلي) في جدة، وهي منصة تسمح للعملاء بنشر ما يحتاجون إليه من جلسات التصوير عبر الإنترنت.
ترسل (صورلي) طلبات إلى المصورين في شبكتها، والذين بدورهم يتصلون مع العملاء المحتمل يودع العملاء أجر المصور في حساب ضمان تملكه (صورلي)، والتي تبعث الأموال عند اكتمال العمل. تأخذ الشركة الناشئة ما نسبته %10 من الأفراد و%20 من الشركات.
يقول العطار: “إنه وشركاءه قد سجلوا أكثر من 1000 مصور عادي ومصور فيديو، ونفذوا أكثر من 350 جلسة تصوير للعملاء في المملكة العربية السعودية حتى الآن”. وفقاً لأقواله، جنت (صورلي) ما قيمته 82 ألف دولار من العقود في عام 2014، ولكن الرقم انخفض إلى النصف تقريباً (42 ألف دولار) في العام الماضي. وهو يُرجع هذا الانخفاض إلى مجموعة من العوامل.
تحول تركيز الشركة الناشئة من المبيعات إلى تطوير منتجها وموقعها الإلكتروني، كما أنها تحولت إلى نظام دفع آلي جديد على الإنترنت. قبل ذلك، كان هناك شخص يدير التحويلات المصرفية من العملاء عبر الهاتف. يقول العطار: “في عام 2014، قمنا بدفع الناس إلى إنهاء المعاملة بالكامل عبر الإنترنت“
ولكن لا يزال الكثير من الناس غير مرتاحين في إدخال رقم بطاقة الائتمان الخاصة بهم إلكترونياً لأسباب أمنية، وعلى الرغم من انتشار التجارة الإلكترونية، إلا أن نسبة قليلة فقط من الأشخاص في العالم العربي يستخدمون السحب الآلي أو الائتمان لتسديد المدفوعات إلكترونياً. انخفاض الإيرادات لا يزعج مؤسسي (صورلي).
يقول الزهراني: “لا بأس من خسارة بعض الأرباح الآن”، مضيفاً: “سنتمكن من التغلب على هذا التراجع.”
يمكن للشركة أن تطرح لعملائها خيار الدفع الإلكتروني أو التعامل مع شخص معين إذا أرادوا. فأحد الخيارين لا يلغي الآخر. الوقت سيكون كفيلاً بمعرفة ما ستؤول إليه الأمور مع (صورلي)، ولكن قطع الزهراني شوطاً طويلاً في فترة قصيرة من الزمن منذ تقديمه العرض في منافسة(Startup Weekend) للشركات الناشئة.
في أكتوبر/ تشرين الأول 2013، اختار مسرع الأعمال الإقليمي (Flat6Labs) شركة (صورلي) كإحدى 6 شركات ناشئة في الفصل الافتتاحي له في جدة. ناقش المؤسسون خطة عملهم لمدة 3 أشهر.
وساعدهم الموجهون لتقديم فكرتهم وتحديد مهمتهم. وفقاً لخبراتهم، أصبح الزهراني مسؤولاً عن التسويق، والسيف رئيساً لقسم التكنولوجيا. أما العطار، الذي يحمل شهادة البكالوريوس في علوم الحاسوب وماجستير في الهندسة الإدارية من جامعة (واترلو) في كندا، فقد تولى منصب الرئيس التنفيذي.
ومن أجل توظيف المصورين فقد ذهبوا إلى الاستوديوهات. في ديسمبر/ كانون الأول 2013، كان المؤتمر السنوي الذي ترعاه الحكومة في الرياض للمصورين، والذي يدعى (ملتقى ألوان السعودية)، مفيداً لهم بشكل خاص.
دعوا 12 مصوراً إلى (Flat6Labs) لتقييم أفكارهم تجاه مشروع (صورلي)، والاستماع إلى المشاكل التي تواجههم. سأل العطار “ما هي العمولة العادلة برأيكم؟”. واتفق معظمهم على أن %10 هي نسبة معقولة. أما الشكوى المتكررة فكانت أنه لا يتم دفع مستحقاتهم المالية من قبل العملاء. وهذا ما جعل (صورلي) تفتح حساب ضمان.
يقول الزهراني، الذي كان أخوه أحد أول المصورين المسجلين، والذين طلب منهم أداء جلسات تصوير: “كانوا يبحثون عن شخص لمساعدتهم”. ولقد أدى الالتقاء مع نبيل كوشك، نائب رئيس جامعة (أم القرى)، إلى خلق فرص عمل لمصوري (صورلي) من أجل تغطية فعاليات الجامعة، بالإضافة إلى جامعة الملك عبد العزيز .
بدأ المؤسسون بالبحث عن مستثمرين، وهذا ليس سهلاً في السعودية، حيث يعد رأس المال الاستثماري نادراً. ومن أجل الترويج لمشروعهم، دخلوا ساحة المسابقات. يقول الزهراني: “بدلاً من حجز اللقاءات مع المستثمرين وإضاعة الوقت، قررنا العمل بذكاء”. وقد حققوا عدداً من الانتصارات. في ديسمبر/ كانون الأول 2013، شاركت (صورلي) في مسابقة (ArabNet)في الرياض.
وقدم العطار عرضاً مدته دقيقة و40 ثانية بثقة عالية، وكسب المركز الثاني في فئة(Ideathon). واختار الحكام في مسابقة منتدى (MIT) لريادة الأعمال في العالم العربي (صورلي) لتكون في المرحلة نصف النهائية في أبريل/ نيسان عام 2014. وفي سبتمبر/ أيلول 2014، كانت الشركة الناشئة الفائز الوطني في الرياض في مسابقة (Get in the Ring) التي تجرى في بلدان حول العالم، حيث يعرض الرياديون خطط عملهم للجنة من الحكام وهم واقفون في حلبة ملاكمة.
في ديسمبر/ كانون الأول 2014، جرب العطار حظه من جديد لدى (ArabNet)، وفاز هذه المرة بالجائزة الأولى في فئة (Demo). يقول عمر كرستيدس، مؤسس (ArabNet) ورئيسها التنفيذي: “(صورلي) لديها فرصة هائلة لتسيطر على قطاع واسع في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في مجال خدمات التصوير الفوتوغرافي وتصوير الفيديو”. لقد أثمرت جهود العطار، ففي يناير/ كانون الثاني 2015، جمع 211 ألف دولار من المستثمر سعود السيد.
كان السيد قد التقى بمؤسسي (صورلي) في إحدى الفعاليات، ولكنه أراد أن يتأكد من حصولها على الإيرادات أولاً. استعمل العطار معظم المبلغ في تطوير الموقع الإلكتروني بصورة إضافية.
قام أسامة الناطور، الذي يركز في تصويره على العمارة، بالتسجيل في مطلع 2015. وقد حجز 10 جلسات تصوير، مما ساعد في زيادة دخله. وبدلاً من الذهاب إلى استديو تصوير، بدأت الشركة العقارية (أجيال جدة) باستعمال شبكة (صورلي) في العام الماضي. فقد احتاجت للصور من أجل 4 مشاريع عقارية، وكانت مستعدة لدفع مبلغ يصل إلى 2500 دولار.
مع ذلك، تشكل طلبات الشركات ما نسبته %40 فقط من إجمالي الطلبات. أما البقية فهي من أفراد؛ وتكون غالباً لمناسبات الزفاف. قبل أن تدفع (صورلي) المال للمصور، ينبغي على العميل أن يقيّم العمل.
وقد أدى هذا ببعض المصورين للتذمر من أن الشركة الناشئة تحجز الدفعات دون وجه حق. وتقول (صورلي) إنها تتدخل لفض النزاعات مع العملاء، الذين قد لا تعجبهم الصور. ويخطط العطار للتوسع إلى دولة الإمارات بحلول منتصف عام 2016، وهو يتحاور بالفعل مع مستثمرين لجمع أكثر من 500 ألف دولار.
مصدر المقالة